|
هذا الكلام يُتَمثَّلُ به، وليس من الأمثال، وفي الخبر: مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحيِ فاصنع ما شئت، وفُسِّرَ بمعنيين: أحدهما ظاهر، وهو المشهور: إذا لم تستحي من العيب ولم تخش عارا ولا لوْماً مما تفعل، فافعل ما تحدثك به نفسك، حسنا أم لا.
و«أبوابُ السماء» في هذا الحديث يراد بها أبواب الجنة بدليل قوله في الحديث: «وغلقت أبواب جهنم»، وقد تبيّن هذا المعنى في رواية مالك عن عمه أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، عن أبي هريرة أنه قال: «إذَا دخَل رمضان فُتِّحَتْ أبوابُ الجنَّةِ، وغُلِّقَتْ أَبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتْ الشَّياطينُ»، وهذا حجة في أن الجنة في السماء.
تفاوتت عناية المغاربة في الاهتمام بالمصنفات الحديثية، والمتصفح لكتب الفهارس والأثبات المغربية يجد سيلا من الكتب الحديثية الأولى التي كان الشيوخ يدرسونها، ويجيزون بها طلابهم، ومن هذه المصنفات ما يذكره ابن خير في فهرسه مثل: مسند حديث الأوزاعي، ومسند حديث ابن جريج، ومسند حديث الزهري وعلله...
قال ذو النَّسَبَيْنِ أبو الخطاب ابن دِحية الكَلْبي (ت633هـ) في كتابه «أداء ما وجب من بيان وضع الوضَّاعين في رجب»، بياناً منه لهذه المسألة:
«والكلام في الوضّاعين، نصيحة لله ربَّ العالمين، ولرسوله محمد سيّد المُرسلين، وليست بغِيبةٍ عند جماعة فُقهاء المسلمين.
قال القاضي عياض، رحمه الله: لا خلاف أنّ على الجاهل والمبتدىء، ومَن لم يمهر في العلم، ولا تَقدَّم في معرفة تقديم الألفاظ وترتيب الجمل وفَهْم المعاني أن لا يكتب ولا يروي ولا يحكي حديثا إلا على اللفظ الذي سمعه، وأنه حرام عليه التعبير بغير لفظه المسموع؛ إذ جميع ما يفعله من ذلك تَحكُّمٌ بالجهالة، وتَصرّفٌ على غير حقيقة في أصول الشريعة، وتَقوُّلٌ على الله ورسوله ما لم يحط به علما...
يقول الإمام الحافظ المحدث الفقيه الأديب أبو عمر ابن عبد البر (463هـ):
قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلّم: يارسول الله، أرأيتَ إن قُتِلْتُ في سبيل الله مقبلا غيرَ مُدْبر، أيكفّر الله عنّي خطاياي؟ قال: «نعم. إلاّ الدَّيْن، بذلك أخبرني جبريلُ»يقول الإمام الحافظ المحدث الفقيه الأديب أبو عمر ابن عبد البر (463هـ):
قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلّم: يارسول الله، أرأيتَ إن قُتِلْتُ في سبيل الله مقبلا غيرَ مُدْبر، أيكفّر الله عنّي خطاياي؟ قال: «نعم. إلاّ الدَّيْن، بذلك أخبرني جبريلُ».
قال العلامة محمد بن الحسن الحجوي(ت1376هـ) في فهرسته المسماة «مختصر العروة الوثقى في مشيخة أهل العلم والتقى»، متحدثا عن نسخة أبي عمران موسى بن سعادة الأندلسي(ت522هـ) لصحيح البخاري: «هذه الرواية هي عمدة النسخ المنتسخة بفاس بل وأقطار المغرب، بل إفريقية، وهي التي ينبغي أن يعتني بها المغاربة وبروايتها لأجل نسخهم، وعليها كتب شراحهم ومُحَشُّوهم.
يقول الإمام أبو إسحاق الشاطبي في المسألة الحادية عشرة من كتاب الاعتصام (2/261): فإن الحديث الصحيح قال: «لتتبعن سَنَن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذارع ، حتى لو دخلوا في جحر ضبٍّ لاتبعتموهم، قلنا : يا رسول الله! اليهود والنصارى ؟ قال فمن؟»؛ زيادة إلى حديث الترمذي الغريب، فدل ضرب المثال في التعيين على أن الاتباع في أعيان أفعالهم.
يقول الإمام أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي (ت463هـ) في شرح حديث تعاهد القرآن الذي رواه الإمام مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعلقة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت».
حديث ثالث وخمسون لأبي الزناد مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك إنما يذر شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، فالصيام لي وأنا أجزي به كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وإنا أجزي به».
يقول القاضي أبو بكر ابن العربي المعافري تـ543هـ في باب جامع الصيام من كتابه المسالك شرح موطأ مالك: وهذا باب فيه فوائد كثيرة وأحاديث جمة، من بينها قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة:«الصيام جنة، فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل...» الحديث إلى آخره.
لاخفاء على ذى عقل سليم، ودين مستقيم بوجوب ذلك
والحض عليه، لأن أصل الشريعة التي تعبدنا بها إنما هي متلقاة من جهة نبينا، صلوات
الله عليه وسلامه، إما فيما بلغه من كلام ربه وهو القرآن الذي لا يأتيه الباطل من
بين يديه ولا من خلفه، والذي تكفل الله بحفظه فقال جل وعز:﴿إنا نحن نزلنا الذكر
وإنا له لحافظون﴾[الحجر:9].
|
|
|
اقرأ أيضا
|
 اتفق أهل السنة والجماعة ـ وهم أهل الفقه والأثر ـ على أن أحداً لا يخرجه ذنبه وإن عظم من الإسلام، وخالفهم أهل البدع؛ فالواجب في النظر أن لا يكفر إلا من اتفق الجميع على تكفيره، أو قام على تكفيره دليل لا مدفع له من كتاب أو سنة.
|
|
|